responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17

أولا ـ العلم

أول معرفة بالله تقود المؤمن إلى سر التوحيد في القدر هو التعرف على الله العليم اللطيف الخبير الشهيد[1].

ثم التمييز بين حقائق هذه الأسماء بالنسبة لله تعالى، وبالنسبة لخلقه، فالله لا يشبه خلقه بأي حال من الأحوال:﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (الشورى: 11)

لأن كل الشبه التي يزرعها الشيطان في قلب الإنسان، فينكر القدر، أو ينكر الاختيار منشؤها تشبيه علم الله بعلم الخلق، وقياس معلومات الله بمعلومات الخلق.

والتأمل في القرآن الكريم وحده كاف للدلالة على هذا النوع من المعرفة، فالله تعالى يرد كل الأشياء إلى علمه، ويفسرها بعلمه، ولذلك لا تخلو أكثر الآيات من الإشارة إلى علمه وما يرتبط به، وقد قال تعالى عن القرآن الكريم:﴿ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً﴾ (النساء:166)، وقال تعالى:﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً﴾ (الفرقان:6)

وعلم الله ـ كما يتجلى في القرآن الكريم ـ علم شامل تام محيط، فهو تعالى يعلم ما بدا وما خفى، أحاط علما بجميع الأشياء من الكليات والجزيئات، علم في الأزل جميع ما هو خالق، وعلم جميع أحوال خلقه وأرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وشقاوتهم وسعادتهم ومن هو منهم من أهل الجنة ومن هو منهم من أهل النار، وعلم عدد أنفاسهم ولحظاتهم وجميع حركاتهم وسكناتهم أين تقع ومتى تقع وكيف تقع.

كل ذلك بعلمه وبمرأى منه ومسمع لا تخفى عليه منهم خافية سواء في علمه الغيب والشهادة والسر والجهر والجليل والحقير، لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في


[1] هذه الأسماء كلها تدل على العلم بمراتبه المختلفة، كما سنرى.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست