اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 157
كلمة واحدة، هي أن
القانون لا يحمي المغفلين.
ولهذا، فإن القرآن
الكريم يدعونا إلى التعرف على قوانين الله وسننه لنسير في الكون وفق إرادة وأمر مسيره،
فلا نشذ ولا ننحرف، قال تعالى:﴿ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ
فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ (آل عمران:137)
ولهذا، فإن الدور
الأكبر للقرآن الكريم هو أن يعرفنا على سنن الله، قال تعالى:﴿ يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
(النساء:26)
ومن هذه السنن التي
أخبرنا عنها القرآن الكريم إخباره بأن الغاية من خلق العباد هي العبادة، والعبادة
بمفهومها الغائي هي المعرفة.. معرفة الله تعالى.. فالله خلق عباده، بل خلق كل
الكون ليعرفه، قال تعالى:﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ ﴾ (الذريات:56)
ثم عقب على هذه السنة
الكبرى التي تنتظم فيها جميع السنن بقوله ﴿ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ
رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ﴾ (الذريات:57)
ولذلك، فإن انشغال
الإنسان عن هذه الغاية بانشغاله بأي شيء آخر يجعله ينحرف بحياته انحرافا خطيرا.
ومن السنن التي
انتظم بها هذا الكون، ودعي المؤمن لتبصرها، وسلوك مقتضياتها أن الله تعالى جعل هذه
الحياة الدنيا مقدمة للحياة الآخرة.. وأن الغرض منها هو أن يميز بين الطيب
والخبيث، قال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ
لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ
حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
(36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ
بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ
أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)﴾ (الأنفال)
وتبصر هذه السنة،
والتعايش وفق هذا القانون يجعل المؤمن يوجه حياته جميعا وفق ما تقتضيه الطيبة،
لأنه لا يدخل دار الطيبين إلا الطيبون، قال تعالى:﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 157