من تك الشاة، أو إلى
أشياء أخرى يتنزه عنها a، فأخبرها a إلى أن تنظر من كوة سر التوحيد لتصرف عنها كل أسف أو حقد أو انتقام.
وكان a في حياته كلها ينظر بهذا المنظار.. في أعقد الأمور وفي أبسطها..
قال أنس بن مالك :(
خدمت رسول الله a عشر سنين، لا والله ما سبني قط، ولا قال لي: أف قط، ولا قال لشيء
فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لم لا فعلته)[1]، وفي رواية:( خدمت رسول الله a عشر سنين، فلا والله
ما قال لي لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء لم أصنعه ألا صنعته؟ ولا لامني، فإن
لامني بعض أهله قال: دعه، وما قدر فهو كائن أو ما قضي فهو كائن)
ولهذا كان من اهم آثار
هذا أن رسول الله a (ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم
يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله a لنفسه في شيء قط إلا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها)[2]
ولكن هذه المعاني
الذوقية الرفيعة والعلمية المتينة عرض لها من كبر عليه الجمع بين حقائق الإيمان
بالقدر وأسراره، فصار إما منكرا للتوحيد معطلا لما دل عليه من النصوص ابتغاء تحقق
العدالة والحكمة، أو مثبتا للتوحيد معطلا لعدل الله وحكمته ورحمته.
بناء على هذا، وبناء
على اعتبار القدر نظام التوحيد، والنتيجة الحتمية له، نحاول ـ بعيدا عن مصطلحات
المتكلمين وجدل الفرق ـ تبصر الحقائق التي ينطوي عليها القدر من معاني التوحيد،
والتي ورد النص عليها في القرآن الكريم والسنة المطهرة.
وهي أربع حقائق كبرى،
كل واحدة منها تشكل مرتبة من مراتب تقديرات الله.
وهذه المراتب الأربعة
هي: علمه تعالى السابق بالأشياء قبل وجودها،، ثم مشيئته