responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 106

كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) [1]

ولهذا استدل آدم u بأن ما حصل منه قد كتب عليه قبل ذلك، قال a:( حاجَّ موسى آدم فقال له:( أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟)، قال آدم:( يا موسى أنت الذي اصطفاك اللّه برسالاته وبكلامه؟ أتلومني على أمر كتبه اللّه عليّ قبل أن يخلقني، أو قدره اللّه عليَّ قبل أن يخلقني؟)، فقال رسول اللّه a:( فحج آدم موسى)[2]

وكتابة المقادير بهذه الصفة لا يصح الاحتجاج بها على ترك العمل ـ كما بين رسول الله a ـ لأن الله تعالى كما كتب الأجزية كتب الأعمال، بل رتب الجزاء على العمل ن فلذلك إن قعد قاعد، وقال:( إن كنت من أهل الجنة، فلماذا أعمل؟ وإن كنت من أهل النار، فلماذا أتعب نفسي)، فإن هذا يقال له: إن الله كتب لك أن تجوع ثم كتب أن تأكل، ثم كتب لك أن تشبع بعد أكلك، فإذا جعت، فلا تأكل، وقل: إن كان الله قد قدر لي أن أشبع، فما حاجتي لتكلف الأكل.

ولهذا ربط النبي a بين هذه الحقائق الكبرى وبين العمل، فقد روي في الحديث أن غلامين شابين سألا النبي a فقالا: يا رسول الله، أنعمل فيما جَفَّت به الأقلام وجَرَتْ به المقادير، أو في شيء يستأنف؟ فقال a:( بل فيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير) قالا: ففيم العمل إذًا؟ قال: (اعملوا فكل عامل ميسر لعمله الذي خلق له)

وقد كان هذا القول محفزا لهذين الشابين، فقالا:( فالآن نجد ونعمل)[3]


[1] رواه الترمذي والحاكم.

[2] رواه البخاري ومسلم.

[3] تفسير الطبري (30/144).

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست