responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75

يقول سيد قطب موضحا التصور الإسلامي حول هذه المسألة الخطيرة:( لقد صدر الكون عن خالقه، عن طريق توجه الإرادة المطلقة القادرة: كن، فيكون.. فتوجه الإرادة إلى خلق كائن ما كفيل وحده بوجود هذا الكائن، على الصورة المقدرة له، بدون وسيط من قوة أو مادة.. أما كيف تتصل هذه الإرادة التي لا نعرف كنهها، بذلك الكائن المراد صدوره عنها، فذلك هو السر الذي لم يكشف للإدراك البشري عنه)[1]

أما سبب عدم هذا الكشف، فراجع إلى أن طاقات البشر من المحدودية بحيث لا تصل إلى مثل هذا الإدراك.

فكيف تدرك الطاقات البشرية تفسير الصلة بين الأمر الإلهي والكينونة، وهي لا تدرك أسرار الصلات الموجودة في العوالم التي تعمرها، والتي تدعي أنها تفهمها وتبالغ في فهمها؟

وهل يمكن أن نشرح لصبي صغير نظرية النسبية ـ مثلا ـ أو أن نجيبه على الأقل على التساؤلات الكثيرة التي يبعثها فضوله؟

أما السبب في محدودية الطاقة البشرية فهو بكل بساطة ـ كما يقول سيد ـ أن ذلك ( لا يلزمها في وظيفتها التي خلقت لها وهي خلافة الأرض وعمارتها.. وبقدر ما وهب الله للإنسان من القدرة على كشف قوانين الكون التي تفيده في مهمته، وسخر له الانتفاع بها، بقدر ما زوى عنه الأسرار الأخرى التي لا علاقة لها


[1] في ظلال القرآن: 1/106.

اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست