responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 72

طول القنوت)[1]، ولم يرد به طول القيام فقط، بل طول القيام والركوع والسجود[2].

وعلى هذا يدل ـ كذلك ـ قوله تعالى:﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (النحل:120) فقد كان إبراهيم تعالى يمارس جميع أنواع الطاعات وفي جميع الأوقات.

فالقنوت إذن هو دوام الطاعة واستمرارها وشمولها.

انطلاقا من هذا، فإن القرآن الكريم يخبرنا أن هذا الكون لم يتخل عن قنوته لله تعالى منذ ولادته، بل يخبر أن ولادته تمثل أعلى درجات القنوت لله تعالى، فكل ما نراه من أشياء ناتج عن الخضوع لأمر الله الواحد ﴿ كُنْ ﴾:

قال تعالى:﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (البقرة:117)، وقال تعالى:﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (النحل:40)، وقال تعالى:﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (يّـس:82)، وقال تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (غافر:68)

وقد أجاب العلماء على ما قد يسأله من يستعبده عقله، فيقول: في أي حال يقول له كن فيكون؟ أفي حال عدمه، أم في حال وجوده؟ فإن كان في حال عدمه


[1] رواه مسلم.

[2] قال ابن حجر:( طول الصلاة يستلزم طول القيام، كالركوع مثلا لا يكون أطول من القيام، كما عرف بالاستقراء من صنيعه a، ففي حديث الكسوف: فركع نحوا من قيامه) فتح الباري:3/19.

اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست