وانطلاقا
من هذا نحاول في هذه الرسالة أن ننظر نظرة جديدة للكون، تنطلق من قراءته باسم
الله، وتنتهي بصحبته في الله.
ودليلنا
في هذا أقدس كلام، وأشرف كلام، وأصدق كلام، كتاب الله تعالى،
فهو الكتاب الذي يجعلنا نشعر بصداقة حميمة
مع الكون، تجعلنا نراه كتابا تقلب صفحاته ليتجلى من خلالها أعظم محبوب، وأجمل
محبوب، وأكمل محبوب، فنصادق من خلال الكون رب الكون، ونعبر من الكون إلى المكون.
وهذه
الصحبة الشريفة للكون، والتي تتعامل معه كما تتعامل مع الإنسان، هي التي كان عليها
رسول الله a .
وقد
صور لنا بعض الصحابة بعض هذه الصحبة فقال:( أصابنا ونحن مع رسول الله a مطر قال فحسر رسول الله a ثوبه حتى أصابه من المطر
فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه تعالى)[1]
وهذه
الصحبة تستدعي نظرة شاملة للكون بجميع أنواعه، وبجميع خصائصه ووظائفه وصفاته،
فبحسب سمو المعرفة يكون سمو التعامل.
وقد
حاولنا حصر أوصاف الكون ـ انطلاقا من النصوص المقدسة ـ في أربعة أوصاف كل واحد منها
معراج من معارج السلام، ورقية من رقى السعادة.