و
قد طلى العالم أفراد النمل بالألوان، فوجد أن الفريق الواحد من النمل يذهب دائما
إلى العود الواحد حتى يفرغ ما عليه من الأرز. ولما فرغ الحصاد هطل المطر أياماً
وما إن انقطع حتى أسرع العالم إلى مزرعة النمل ليتعرف أحواله فوجد البيوت تحت
الأرض مزدحمة بالعمل، ووجد النملة تخرج من عشها تحمل حبة الأرز وتذهب إلى العراء
في جانب مائل من الأرض معرض للشمس، وتضع حبتها لتجف من ماء المطر، وما إن انتصف
النهار حتى كان الأرز قد جف وعاد الشغالة به إلى مخازنه تحت الأرض.
العمران:
ونقصد
به ما زودت به الأحياء من قدرات على توفير ما تحتاجه في حياتها من مرافق، ويشير
إلى هذا النوع من التحضر ما ذكره الله تعالى من وحيه للنحل بكيفية بناء بيوتها،
فقال تعالى:﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ
الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ
كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا
شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل:68 ـ 69)
فالآيتان
تشيران إلى أن للنحل نظاما في منتهى الدقة والإحكام، وهو ما سنراه من مكتشفات
العلم الحديث، وتشير كذلك ـ وهو المهم ـ إلى أن لهذا