responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 262

ولهذا ينطلق العارفون من الله إلى الكون، ويأخذون الأشياء من الله قبل أخذها من الكون، ولهذا لم ينحجبوا بالكون عن المكون، بل انحجبوا بالمكون عن الكون، الكون باعتباره أصلا لا باعتباره فرعا وتابعا.

وقد سمى الغزالي هذا اليقين (علم المكاشفة) وعرفه بأنه عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته المذمومة.

وهذا النور المتجلي على القلب تنكشف به الحقائق الكثيرة التي كان ـ في مرحلة العلم ـ يسمع من قبل أسماءها، ويتوهم لها معاني مجملة غير متضحة، وقد ينتشر له من بعض تلك المعاني ما يوهم التناقض أو يدعو إلى الشك، ولكن في مرحلة اليقين الذي يرفع الحجب يبصر الحقائق كما هي، ( فتتضح إذ ذاك حتى تحصل المعرفة الحقيقية بذات الله سبحانه، وبصفاته الباقيات التامات، وبأفعاله، وبحكمه في خلق الدنيا والآخرة، ووجه ترتيبه للآخرة على الدنيا، والمعرفة بمعنى النبوّة والنبـيّ، ومعنى الوحي، ومعنى الشيطان، ومعنى لفظ الملائكة والشياطين، وكيفية معاداة الشياطين للإنسان، وكيفية ظهور الملك للأنبـياء، وكيفية وصول الوحي إليهم، والمعرفة بملكوت السموات والأرض، ومعرفة القلب وكيفية تصادم جنود الملائكة والشياطين فيه، ومعرفة الفرق بـين لمة الملك ولمة الشيطان، ومعرفة الآخرة والجنة والنار وعذاب القبر والصراط والميزان والحساب، ومعنى قوله تعالى:﴿ {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ (الاسراء:14)، ومعنى قوله تعالى:﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا

اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست