responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 243

رؤية ذلك الختم، وعود البصر ليعقوب u كعود البصيرة للعارف بعد اكتحاله برؤية الختم المطبوع على الأشياء.

فالأشياء واحدة، ولكن الشأن ليس في وحدة الأشياء، وإنما في النظر إلى الأشياء والمواقف من الأشياء.

فالفرق جليل بين من يوحد الله بنفي غير الله، وبين من يوحده بالإثبات المحض، فلا يرى غيرا يحتاج إلى نفيه.

وفرق كبير بين من يرى الكون قائما بذاته، وبين من يراه ظلمة لولا نور الله، كما قال ابن عطاء الله:( الكونُ كلُّه ظُلْمةٌ، وإنَّما أنارَهُ ظهورُ الحقِّ فيه، فمن رأى الكونَ ولم يشهدُهُ فيه أو عنده أو قَبْلَه أو بَعْدَه فقد أَعْوَزَهُ وجودُ الأنوارِ، وحُجبَتْ عنه شموسُ المعارفِ بسُحُبِ الآثار)

وفرق كبير بين النظر الإيماني إلى المكونات والنظر الطبيعي، فالنظرة واحدة ولكن القلب المستقبل للنظرة مختلف، كالأرض تسقى بمطر واحد لكن بعضها ينتج زهرا والآخر شوكا،:﴿ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ﴾ (الرعد: 4)

وقد ذكر الغزالي الفرق بين الرؤيتين رؤية الموحد ورؤية الطبيعي بقوله:( وكل ما نظرنا فيه فإن الطبـيعي ينظر فيه ويكون نظره سبب ضلاله وشقاوته، والموفق ينظر فيه فيكون سبب هدايته وسعادته. وما من ذرّة في السماء والأرض إلا والله سبحانه وتعالى يضل بها من يشاء ويهدي بها من يشاء، فمن نظر في هذه

اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست