responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 232

على وجه المبالغة، كما قال تعالى:﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً﴾ (الكهف:109)

ولهذا يختلف العارفون المستمدون من بحار الكون في قراءة حروف الكون بحسب أحوالهم ومراتبهم، فما يدفع هذا إلى الرجاء قد يدفع الآخر إلى الخوف، لأن كل واحد منهم يلاحظ في كل حين ما لا يلاحظ الآخر، بل يلاحظ في الأوقات المختلفة المعارف المختلفة.

وكمثال على تقريب ذلك ـ ولله المثل الأعلى ـ ما نقرؤه نحن من رؤية الدموع، فقد تعبر عن الفرح، وقد تعبر عن الحزن، وقد تعبر عن الخشوع الذي دعا إليه الرجاء، وقد تعبر عن الخشوع الذي دعا إليه الخوف.. وقد تعبر عن أشياء كثيرة لا يمكن حصرها.

ويشير إلى هذا المعنى ما أخبر به رسول الله a من أحوال القيامة وأهوالها، حيث ( يجمع اللّه الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون)

في ذلك الموقف يقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه مما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟

فيبدأون بآدم u، فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر خلقك اللّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله،

اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست