ذلك
أن الكلام في هذه المسألة يشبه الكلام في التفسير والفقه.. وغيرها من علوم
الشريعة.
فكلام
المفسر في تفسير غريب القرآن ربما يكون بدعة لم يخض فيها السلف، لا لكونها بدعة،
ولكن لكون ذلك الغريب كان مشهورا غير غريب عندهم.
والكلام
في دقائق الفقه، وتقسيمه إلى سنن وفرائض وموانع وأسباب .. وغير ذلك بدعة بالنسبة
لفقهاء السلف.. فلم تدعهم الحاجة في وقتهم إلى مثل هذه المصطلحات.
وهكذا
الأمر في هذا الباب..
فأهل
الله الذين اختصوا بالبحث في هذا الجانب.. ودرسوا الأحوال التي يمر بها السالك في
رحلته إلى الله لاحظوا هذه المرحلة الخطيرة والمهمة.. فلذلك تحدثوا عنها بصنوف من
الأحاديث..
منها
ما يرغب فيها، ويعتبرها قمة من قمم السلوك.. وهو صحيح.. لأن من وصل إليها بدأ
البداية الصحيحة.. والبداية الصحيحة لابد أن توصل إلى النهاية الصحيحة.
وليس
ذلك نقصا.. وليس القيام بأداء ظواهر العبودية أكمل من هذا..
ذلك
أن تلك الظواهر قد يقوم بها من لا حال له، بل من لا إيمان له.
أما
كلام العارفين فهو في أحوال الباطن، وهي أحوال دقيقة تستدعي