responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 207

السموات والأرض ميدان العارف يتبوأ منه حيث يشاء من غير حاجة إلى أن يتحرّك إليها بجسمه وشخصه، فهو من مطالعة جمال الملكوت في جنة عرضها السموات والأرض. وكل عارف فله مثلها من غير أن يضيق بعضهم على بعض أصلاً، إلا أنهم يتفاوتون في سعة منتزهاتهم بقدر تفاوتهم في اتساع نظرهم وسعة معارفهم، وهم درجات عند الله ولا يدخل في الحِصر تفاوت درجاتهم)[1]

وهذا الرحيل هو سنة رسول الله a، روى ابن عباس أنه بات عند نبي الله a ذات ليلة فقام نبي الله a من الليل، فخرج فنظر إلى السماء، ثم تلا هذه الآية التي في آل عمران:﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران:190) إلى آخر السورة. ثم قال: (اللهم اجعل في قلبي نُورا، وفي سَمْعي نورا، وفي بَصَري نورا، وعن يميني نورا، وعن شمالي نورا، ومن بين يَدَيّ نورا، ومن خَلْفي نورا، ومن فَوْقي نورا، ومن تحتي نورا، وأعْظِم لي نورا يوم القيامة)[2]

وأخبر a عن بعض الحجب التي تحول دون تأمل خلق الله، فقال a:( انتهيت إلى السماء السابعة، فنظرت فإذا أنا فوقي برعد وصواعق، ثم أتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم، فقلت:( من هؤلاء؟) قال:( هؤلاء أكلة الربا) فلما نزلت وانتهيت إلى سماء الدنيا فإذا أنا برهج ودخان


[1] الإحياء.

[2] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست