النمل
ويشاهد مملكته في الغرفة يقدم له البرغل والسكر وفتات الخبز، فسألناه عن سبب
تقديمه السكر للنمل فأجابنا ضاحكاً:( فليكن السكر شاياً لهم)[1]
وكان
عندما يلتقي في تجوله صيادي الأرانب والطيور يقول لهم:( لا تروعوا هذه الحيوانات
ببنادقكم ولا تؤذوا غيرها)
وبهذا
الأسلوب كان ينصح الصيادين الهواة حتى جعل الكثيرين منهم يتخلون عن الصيد.
وكان
عندما يلتقي الرعاة في السهول الخضراء وهم يرعون حيواناتهم في مروج بين الجبال
والوديان والسهول، يلاطفهم ويقول لهم:( إنكم إذا ما أديتم الصلاة في أوقاتها
الخمسة خلال اليوم يصير اليوم بكامله بمثابة عبادة لكم، لأنكم برعيكم هذا تقدمون
خدمة كبيرة للبشرية فان انتفاع بني البشر من أصوافها ولحومها وألبانها هو بحكم
الصدقة لكم، فلا تؤذوا إذن هذه الحيوانات البريئة النافعة)
3 ـ الحكمة:
ينظر
المؤمن إلى الخدمات الجليلة التي تفاض عليه من الكون المسخر، فيراها هدايا ربانية،
فيتمتع بها، ويتعرف على مهديها، بينما يراها الغافل فرصة لاستغلالها أو الصراع
معها والتغلب عليها.