ولهذا
وردت النصوص الكثيرة تدعونا إلى طلب منافع الكون من الله، ولو كانت هذه المنافع
مما ننسبه إلى أنفسنا أو ننسبه إلى الطبيعة.
ففي
الوقت الذي يستسقي فيها الجاهلون بالأنواء، أو يقولون ما يقول قوم هود حين رأوا
سحاب العذاب، مما قصه علينا الله تعالى، قال تعالى:﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا
هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا
عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (الاحقاف:24)
في
ذلك الوقت يتوجه المؤمنون إلى الله رب المطر ومنزله بالدعاء والعبودية، وقد وردت
صيغ رقيقة عميقة في الاستسقاء تبين الروح التي يتعامل بها المؤمن مع الأشياء
والحوادث.
منها
ما روي أن الناس شكوا إلى رسول اللّه a قحوطَ المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى، ووعد الناسَ يوماً
يخرجون فيه، فخرج رسول الله a حين بدا حاجب الشمس، فقعد
على المنبر فكبر وحمد الله عزوجل، ثم قال: (إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر
عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله سبحانه أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم)، ثم
قال: (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إله إلا الله
يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث،
واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى