يسخر
لنا من ذاته، وإنما سخر لنا من الله، فلذلك هو ينتسب إلى الله قبل أن ينتسب إلينا،
أو هو يطيع الله في طاعته لنا.
وهذه
النظرة ترفع عنا الكبرياء التي تجعلنا نهين الكون من حيث لا نشعر، فنستكبر عليه،
أو نطالبه بما نريد وكأننا أربابه.
وأما
الثانية، فالسلام، فالكون خلقه الله مسالما لنا، لا مصارعا لنا، ومن الخطأ الذي
يتسرب من غياب هذه النظرة التعامل مع الكون تعامل المحاربين لا تعامل الأصدقاء.
وأما
الثالثة، فالحكمة، وهي أن هذا الكون بما فيه خلق لحكم جليلة، ومن الأدب مع الله أن
نراعي ما خلق له، فنستعمله فيما خلق له.
وأما
الرابعة، فالطهارة، فهذا الكون الذي سخر لنا خلق على الفطرة الأصلية، وهي فطرة
طاهرة سليمة.. ومن العبث بخلق الله والاستهانة به احتقار فطرته، أو تحويلها.
1 ـ الربانية:
أول
خاصية من خصائص الكون ربانيته، فالكون كون الله ملكا، وكون الله تدبيرا.
وهذان
الجانبان هما اللذان وردت النصوص الكثيرة للدلالة عليهما، وملء القلوب والعقول
بمعانيهما.
وهذان
المعنيان هما اللذان ينشأ عنهما الأدب الرفيع مع الكون، فالذي