يقول
سيد قطب عن تأثير الشفافية الروحية في هذا النوع من الإدراك:( وإن الكون ليبدو في
هذا المشهد الخاشع متجها كله إلى خالقه، مسبحا بحمده، قائما بصلاته ؛ وإنه لكذلك
في فطرته، وفي طاعته لمشيئة خالقه الممثلة في نواميسه. وإن الإنسان ليدرك - حين
يشف - هذا المشهد ممثلا في حسه كأنه يراه ؛ وإنه ليسمع دقات هذا الكون وإيقاعاته
تسابيح لله. وإنه ليشارك كل كائن في هذا الوجود صلاته ونجواه.. كذلك كان محمد بن
عبد الله - صلاة الله وسلامه عليه - إذا مشى سمع تسبيح الحصى تحت قدميه. وكذلك كان
داود u يرتل
مزاميره فتؤوب الجبال معه والطير)[2]
وقد
ورد في النصوص الكثيرة ما يؤيد هذا القول، وهو من أكبر الأدلة والشواهد على أن
الكائنات تسبح الله تسبيحا حقيقيا يليق بطبيعتها.
وأول
من نستشهد به في هذا الباب ما حدث به ابن مسعود من قوله:( كنا أصحاب محمد a نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا، بينما نحن مع رسول الله a ليس معنا ماء فقال لنا: (اطلبوا من معه فضل ماء)، فأتي بماء فوضعه في
إناء ثم وضع يده فيه، فجعل الماء يخرج من بين أصابعه. ثم قال:( حي على الطهور
المبارك والبركة من الله) فشربنا منه، قال عبد الله: كنا نسمع صوت الماء وتسبيحه