responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 220

الخلايا والأنسجة، فالمواد البروتينية ليست إلا مجموعة ضخمة من الأحماض الأمينية هذه.

وهكذا ترى أن ما تأكله أو تشربه يتحول بالتالي إلى محرك لعضلة يدك أو عضلة قلبك أو قادح لزناد فكرك، أو يتحول إلى نفس تلك العضلة في اليد أو اللسان أو القلب، أو يجري في عروقك مع دمك مكونا الكريات الحمراء أو البيضاء أو الصفائح، أو حيوانا منويا يخرج من صلبك وترائبك.. أفلا يدخل في تركيب جسمك وتكوين فكرك بعد هذا ما تأكله أو تشربه من الخبائث كالخمر ولحم الخنزير وغيرها مما حرمها الله؟ بل إنها لكذلك.

الضرورة

سرت إلى القاعة الثانية، وهي القاعة التي تبحث في الضرورات المبيحة لاستعمال الأدوية الصناعية، فوجدت أهلها متفرقين كل يمسك بشيء من الأدوية، ويحاول أن يتعرف على وجه الضرورة فيها.

تقدمت إلى مجموعة منهم، فسمعت أحدهم يقول: لا شك أنكم تعرفون غرابة هذه الأدوية على بنيان الإنسان، فهي من طينة غير طينته، ومن شكل لا يلائم شكله.. ولكنها مع ذلك قد تصلح علاجا لكثير من الأمراض التي تعاني منها البشرية.. والتي لم نجد لها بعد علاجا كافيا شافيا.

قال آخر: سلمنا لهذا.. ولكن الذي ننكره هو المبالغات الكثيرة في استعمال هذه الأدوية.. فالطب المتداول يصف العقاقير الكيمياوية بأنواعها المختلفة من أقراص وكبسولات وسوائل وحقن، كما يصف المواد الغذائية[1].

قال آخر: وهو إذا ما فشل في استخدام الأدوية يلجأ إلى الجراحة.. وأثناء العملية


[1] هناك طرق علاجية يستعملها الطب الحديث، ولكنها لا تمثل إلا جزءاً يسيراً جداً من العلاج المتداول، كالعلاج الطبيعي من تمارين ومساجات، وتعريض بالإشعاع، والكهرباء وغيرها.

اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست