responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 185

ينبس ببنت شفة.

قالوا: فكيف يعرف علته؟

قال: يسأله كما تسأل الآلة.. وربما سأله منتهرا.. فإن ذكر علته وانتهى منها.. بادر إلى مكتبه ليكتب الوصفة.. ثم يسلمه إياه بعد أن يقبض أجرته.. دون أن يخبره عن سر علته.. ولا إمكانية شفائها.. ولا ما تتطلبه من تدبير.. ولا نوع الدواء الذي سلمه له أو كيفية استعماله.

قال آخر: وقد رأيت أعجب من ذلك.. من الأطباء من يدخل جمعا من المرضى، ثم يسألهم بجانب بعضهم بعضا لا يراعي في ذلك حرمة ولا أدبا.. ثم لا يجد من الوقت الكافي ما يشرح به لمرضاه أسرار العلاج.

قال آخر: دعونا من عجائب أهل الصراع.. فقد غرهم بريق الذهب ورنين الفضة عن الإنسان وعن كل شيء.. وحدثونا عن أهل السلام.. وقوانين أهل السلام.

قال: من قوانين الطب عند أهل السلام لزوم تعليم المريض أو من يحيط به من العلوم ما يحفظ عليهم الصحة.

قلت: لعلك تقصد الثقافة الصحية.

قال: نعم، فحفظ الصحة للصحيح أو المريض يستدعي المعرفة بما تستوجبه الصحة من شروط.

قلت: فهل لذلك من دليل؟

قال: لا تصح الصلاة إلا بعلم الفرائض والسنن والمواقيت والمبطلات، ولا يصح الحج إلا بمعرفة السعي والطواف والوقوف، كذلك لا يصح الصحيح إلا بعلم قوانين الصحة والمرض؟

قلت: فأنت تقيس حفظ الصحة بالعبادات التي هي توجه لله بالعبودية؟

فقال: وهل يعبد الله بالعلل؟

اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست