اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 170
قربة أجدها أتقرب
بها في ديني مثل أن أفقدكم للمسلمين)، فمن حينئذ نظر في الطب[1].
قال آخر: لقد أشار a إلى ضرورة الخبرة في الطب، فقال:(نعم، يا عباد الله تداووا،
فإن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله)، ففي
هذا الحديث دعوة إلى التعلم، بل إلى مداومة البحث..
قال آخر: نعم.. هذا
الحديث فيه أعظم تشجيع على البحث العلمي.. لأن الباحث الذي ينطلق في بحثه من يقينه
بوجود ما يبحث عنه، سوف يبذل كل جهده بنشاط وحيوية.. بخلاف من يشك في وجود ما يبحث
عنه، فإن ذلك قد يصرفه عما هو فيه.
قال آخر: إن مثل ذلك
مثل رجلين، أما أحدهما، فقد أخبره مهندس مختص لا تتخلف فراسته بوجود ماء في محل
معين، وأما الآخر، فذهب يحفر من غير أن يستعلم عن ذلك.
فأما الأول، فقد كفي
الهم والحزن، فيحفر إلى أن يظفره الله بمطلوبه، وأما الثاني، فيحفر خائفا أن يذهب
جهده هدرا، وقد يتوقف في أي لحظة يائسا.. وقد لا يبقى بينه وبين الماء بعد توقفه
إلا أمتار محدودة.
قال آخر: ولهذا يجب
أن ينص دستور الطبيب على ضرورة كون الطبيب من أهل البحث.. فلا يكفي أن يأخذ الطب
تقليدا.
قال آخر: ولا بد أن نحدد
العلوم التي يجب على الطبيب إتقانها.
قال آخر: لا يكفي أن
نذكر الإتقان.. بل لا بد من النبوغ.. ثم نمتحن النابغين.. فقد كان امتحان الأطباء
سنة من سنن السلف.
قال آخر: لا بد أن
يعرف الطبيب كل ما يتعلق بالطب من العلوم.. من علم بجسم الإنسان بتفاصيله.. وعلم
بما يمكن أن يعتريه من أدواء وسببها.. وعلم بأنواع العلاج المرتبطة