responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 12

قال الشيخ: عبودية المواجهة لا تختلف عن عبودية طاعة أوامر الله ونواهيه، فالله الآمر الناهي هو الله الذي وضع قوانين الشمس والمياه والأمطار والأمراض والشفاء.

قال الرجل: ولكن الأولياء الذين نتنفس بأريج عطرهم يخالفونك.

قال الشيخ: كيف يخالفوني، ونحن نهتدي بمشكاة واحدة، ونشرب من نبع واحد؟

قال الرجل: ألم تسمع قول بعضهم:(حججتُ أربع عشرة حَجَّة، حافياً، على التوكل.. فكان يدخل في رجلي شوكة، فأذكر أني قد اعتقدت على نفسي التوكل، فأحكها في الأرض وأمشي!)

فقد تصور هذا الولي الصالح أن إخراج الشوكة المؤذية من رجله مناقض للتوكل الذي هو أسمى علاقات العباد بالله.

ألم تسمع قول بعضهم:( إني لأستحي من الله أن أدخل البادية وأنا شبعان، وقد اعتقدت التوكل لئلا يكون شبعي زاداً أتزود به!)!؟

ألم تسمع قول الآخر:(دخلت البادية مرة بغير زاد، فأصابتني فاقة، فرأيت المرحلة ـ محطة الاستراحة ـ من بعيد، فسررتُ بأني قد وصلت، ثم فكرت في نفسي: أني سكنت واتكلت على غيره تعالى، فآليت ألا أدخل المرحلة، حتى أُحمَل إليها، فحفرت لنفسي في الرمل حفرة، وواريت جسدي فيها إلى صدري! فسمعوا صوتاً في نصف الليل عالياً يقول: يا أهل البادية؛ إن لله تعالى ولياً حبس نفسه في هذا الرمل فالحقوه.. فجاءني جماعة فأخرجوني وحملوني إلى القرية)!؟

ألم تسمع حكاية من وقع في بئر، فنازعته نفسه أن يستغيث، فقال: أراد الله ألا أستغيث.. ومر رجلان، فقال أحدهما للآخر: تعال نسد رأس هذه البئر لئلا يقع فيها أحد.. وشرعا يفعلان، وقد همَّ أن يصيح، ثم قال في نفسه: أصيح (أي أشكو) إلى مًن هو أقرب منهما! إلى الله سبحانه، وسكن لهذا الخاطر، فيما هو بعد ساعة، إذا هو بشيء جاء، وكشف عن رأس البئر،

اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست