responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 114

ثانيا ـ مزارع الشفاء

خرجت من مطاعم الشفاء، وقد امتلأت قناعة بأن الله تعالى وضع في الأغذية الكثيرة المتنوعة كل ما يصلح بدن الإنسان، ويرمم عطبه، ويحوله إلى أداة صالحة يستأنف بها صاحبها مسيرته على الأرض.

وفوق ذلك أدركت أن المعدة بيت الداء، ومعدن البلاء.. فلذلك لا ينجو من الشرور التي تحيق بها إلا من جعل هواه فيما يدخل إليها هو هواه فيما يصلحه ويعافيه ويخدمه.. لا فيما يكتفي بخداع ذوقه، أو التغرير بأنفه، أو العبث بما تراه عيناه.

كنت سائرا وحدي فيما أرى.. لست أدري كم سرت.. فجأة وجدت نفسي قد دخلت مزرعة مملوءة بكل ما خلق الله من أصناف الأعشاب.. والروائح المختلفة تبوح بما تحتويه هذه المزرعة العظيمة من أصناف النباتات.

لم يكن أمامي المعلم لأسأله عن سر هذه المزرعة، فبقيت سائرا مملوءا بالدهشة لجمالها.. وبينما أنا كذلك إذ رأيت رجلا يحمل فأسا ورفشا وكيسا صغير، فاستوقفته، فوقف لي، وحييته، فرد التحية بأحسن منها، فأحسست بببعض الأنس، فقلت: لقد كنت في مدائن السلام.. ولست أدري كيف خرجت حتى وجدت نفسي في مزرعتك، فأرجو أن تدلني على طريق العودة إليها.

قال: أأنت مريض تطلب العلاج؟

قلت: لا ـ بحمد الله ومنته ـ ولكن لي معلما جاء بي إليه، ليريني من تفاصيله ما لم أر.. وليعلمني من علومه ما لم أعلم.

قال: المعلمون كثيرون.. فأيهم معلمك؟

غضبت، وقلت: ما أكثر فضولك يا رجل.. سألتك أن تدلني على مدائن السلام.. فإذا

اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست