responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 89

لم يتصور منه الشكر لأن الشكر يتبع معرفة النعمة بالضرورة ومن لا يؤمن بأن ثواب المصيبة أكبر من المصيبة لم يتصور منه الشكر على المصيبة)[1]

نعمة المعاينة:

قلت: فما نعمة المعاينة؟

قال: هي نعمة رؤية الله لموقف عبده، ومعاينته لصبره ورضاه.

قلت: الله يرى الكل، ويعاين الكل، فإنه ﴿ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ﴾ (آل عمران:5)، فما وجه الاختصاص في هذه النعمة؟

قال: الله يرى الكل.. ولكن لا يشعر برؤيته إلا خواص الخواص.

قلت: من هم؟

قال: الذين رفع الله عن أعينهم الغشاوة، وعن قلوبهم الحجب.

قلت: فما يفيدهم استشعار رؤية الله لهم؟

قال: الأنس الذي يقضي على بلائهم.

قلت: هم يأنسون بالله دائما.. فما علاقة ذلك بالألم والبلاء؟

قال: ألم يبتلهم الله لينظر كيف يعملون؟

قلت: بلى، فقد قال تعالى:﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (التوبة:105)

قال: أليس الثبات في وجه البلاء بالأنس بالله عملا من الأعمال الصالحة؟

قلت: بلى.. بل هو من أعظم الأعمال الصالحة، ولذلك ينزل الله البلاء على عبده بحسب درجة إيمانه.


[1] إحياء علوم الدين: 4/130.

اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست