responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 52

تكرهه فيه نجاتك، ولرب أم تحبه فيه عطبك)

قلت: ألهذا بشر a المبتلين بأنهم سيكونون موضع غبطة الخلق يوم القيامة عندما يعاينون ما أعد الله لهم من جزاء، فقال: ( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض)[1]؟

قال: أجل، ولذلك كان من الحزم الانشغال بالمكاسب وتقليل الخسائر.. فانظر إلى مكاسب بلائك، لتنسيك المكاسب ما خسرته من جسدك وراحتك.

قلت: لقد ذكرتني بتعداد بعضهم للمعاني الجمالية المصبوبة في قوالب البلاء، فقال: (إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للإسترجاع لما أرجو فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني)

قال: هي أربع مكاسب، كل مكسب منها كاف في شغلك عن البلاء، وفي رسم الابتسامة في شفتيك بدل الأنين.

قلت: قرأت عن بعض الصالحين أنه برىء من علة كان فيها، فجلس للناس، وهنؤوه بالعافية، فلما فرغ الناس من كلامهم، قال: (إن في العلل لنعماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها: تمحيص للذنب، وتعرض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وإذكار بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء للمثوبة، وحض على الصدقة، وفي قضاء الله وقدره بعد، الخيار)

قال: فللنطلق من هذه المعاني لننال هذه الجوائز العشرة.

قلت: وما هي؟

قال: التمييز، والتمحيص، والتأديب، والتذكير، والافتقار، والمحدودية، والسكينة،


[1] الترمذي كتاب الزهد رقم (2403) عن جابر وقال: هذا حديث غريب.

اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست