responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 30

الميت، وينفخ فيه الحياة..

إن هذا الحب هو الجناح الذي يطير به الإنسان المادي الثقيل في الأجواء، ويصل من السمك إلى السماك، ومن الثرى إلى الثريا.

.. بارك الله لعبيد المادة وعباد الجسم في ملكهم وأموالهم!! لا ننازعهم في شيء. أما نحن فأسارى دولة الحب التي لا تزول ولا تحول.. !

حياك الله أيها الحب المضني! يا طبيب علتي وسقمي! يا دواء تخوفي وكبري! يا طبيبي النطاسي! يا مداوي الآسي!

قلت: عرفتك.. أنت جلال الدين الرومي.

قال: دع عنك هذا.. فلم أعد جلال الدين، ولا جمال الدين؟

قلت: فما صرت؟

قال: أنا عبد الله.. أنا النقطة التي تحت الباء.. وحسبي بذلك شرفا.

قلت للمعلم: حدثني كيف عاش الأولياء هذه المعاني.

قال: لقد كان بلال وهو في رمضاء مكة يشعر بهذا الشعور، حين كان المشركون يتفانون معه بأصناف البلاء، فيفنى عنه بـ (أحد أحد)

وكان لبعضهم علة، فقيل له في ذلك فقال: يا دوست ضرب الحبـيب لا يوجع.

وكان بعضهم يستشعر هذه المعاني، وهو ينظر إلى تصريف الله في جسده، قال: كنت يوما عند خال لي، وكنا خاليين وهو متزر بمئزر فنظرت إلى جسده كأنه جسد سقيم دنف مضنى كأجهد ما يكون فقال: ( انظر إلى جسدي هذا، لو شئت أن أقول إن ما بي من المحبة لله تعالى لكان كما أقول)، وكان وجهه أصفر، ثم أشرب حمرة حتى تورد، ثم اعتل فدخلت عليه أعوده، فقلت له كيف تجدك، فقال:

كيف أشكوا إلى طبيبي ما بي والذي بي أصابني من طبيبي

اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست