اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 281
ثم ما هذا القياس الذي
قاسوه، وهل حبس رسول الله a
آكل الثوم والبصل؟
ثم كيف يقاس الثوم والبصل
والجذام، وهما من الشهادة على العين، وهي غيب؟
ثم لماذا لم يحكموا بفقأ
عينه، فهي المعاقبة، لا هو، ولعل ذلك أرحم له من الحبس مدى الحياة؟
قلت: فقد ذكروا صيغا
وأورادا مجربة في دفع شر العين.
قال: فاعرض علي ما ذكروا.
قلت: من الأمثلة القديمة
على ذلك ما ذكره ابن القيم في الكتاب الذي خصصه لهدي النبي a، حيث قال: (من الرقى التى ترد
العين ما ذكر عن أبى عبد الله الساجى، أنه كان فى بعض أسفاره للحج أو الغزو على
ناقة فارهة، وكان فى الرفقة رجل عائن، قلما نظر إلى شىء إلا أتلفه، قيل لأبى عبد
الله: احفظ ناقتك من العائن، فقال: ليس له إلى ناقتى سبيل، فأخبر العائن بقوله،
فتحين غيبة أبى عبد الله، فجاء إلى رحله، فنظر إلى الناقة، فاضطربت وسقطت، فجاء
أبو عبد الله، فأخبر أن العائن قد عانها، وهى كما ترى، فقال: دلونى عليه. فدل،
فوقف عليه، وقال: بسم الله، حبس حابس، وحجر يابس، وشهاب قابس، ردت عين العائن
عليه، وعلى أحب الناس إليه، ﴿ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ
ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً
وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾(الملك: 3-4) فخرجت حدقتا العائن، وقامت الناقة لا بأس
بها)[1]
قال: ما هذا؟ لا يصح أن
يذكر هذا في كتاب خصص لهدي النبي a.
قلت: فما تنكر منه؟
قال: لا شيء في هذا النص
معروف، بل كله منكر، فهذه صيغ غريبة، تحمل عقائد غريبة