اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 275
قال: هذه حادثة خاصة[1].. ولا يمكن القياس عليها[2]، ولا اعتبارها من الكمال.
[1] نرى أن هذا النوع من
العلاج خاص بمن حصل منه ما حصل من عامر بن ربيعة، حيث أنه لم يكتف بإذيته بعينه بل
صرح بذلك، حيث قال:(ما
رأيتُ كاليوم ولا جِلْدَ مُخَبَّأة) بدون أن يبرك، أما من لم يتلفظ بمثل هذا،
واتهم مجرد تهمة، فإنه من الحرج العظيم تكليفه بالاغتسال، ففي ذلك ما قد يؤثر في
العلاقات الاجتماعية التي جاء الشرع بطلب تماسكها.
[2] بنى المتأخرون على هذا،
لتصورهم جواز القياس في مثل هذه المسائل، فأضافوا أمورا كثيرة كلها من البدع
المحدثة، وخطرها ليس في كونها بدعة فقط، مع خطورة البدع، بل في تأثيرها الخطير
علىالعلاقات الاجتماعية بين المسلمين، والوساوس الكثيرة التي تبثها في صفوفهم.
فمما أضيف في
عصرنا من أساليب استخدام آثار المريض الداخلية أو الخارجية ووضعها بالماء ورشه بعد
ذلك على المعين، وقد أفتى بجواز ذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين، حيث يقول:(وهناك طريقة أخرى - لعلاج العين -
ولا مانع منها أيضا، وهي أن يؤخذ شيء من شعاره أي ما يلي جسمه من الثياب كالثوب،
والطاقية والسروال وغيرها، أو التراب إذا مشى عليه وهو رطب، ويصب على ذلك ماء يرش
به المصاب، أو يشربه. وهو مجرب) انظر: القول المفيد على كتاب التوحيد: 1 / 94.
والأخطر من
ذلك قوله في موضع آخر:(وقد جرت العادة عندنا أنهم يأخذون من العائن ما يباشر جسمه من اللباس مثل الطاقية وما أشبه
ذلك ويربصونها بالماء ثم يسقونها المصاب ورأينا ذلك يفيده (حسبما تواتر عندنا من النقول)[265]) [انظر: فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1 / 196.]، فأي طبيب يسمح
بمثل هذا السلوك، وأي طبع سليم يسمح لنفسه أن يتناول مثل هذا الشراب.
ومن الأساليب المعاصرة التي
وجدت من يفتي بجوازها، بل يحث عليها استخدام أثر العائن على أي صفة كانت كالماء
والقهوة والنوى.
فقد سئل
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عن أخذ بعض الأثر المتبقي من بعض الناس
الذين يشك بأنهم أصابوا شخص ما بالعين، كأخذ المتبقي في الكأس من ماء أو شراب، أو
فضلات الأكل، وهل هذا صحيح معتمد؟
فأجاب:(نعم كل ذلك صحيح ونافع بالتجربة،
وكذا غسل ثوبه الذي يلاصق بدنه أو يعرق فيه، أو غسل رجليه أو يديه لعموم (وإذا استغسلتم فاغسلوا) فهو يعم غسل
البدن كله، أو غسل بعض البدن، وحيث جرب أن أخذ شيء من أثره يفيد، فإن ذلك جائز كغسل
نعله الذي يلبسه، أو جوربه الذي يباشر جلده، لأمره في الحديث بغسل داخله إزاره، أي
الذي يلي جسده، وكذا ما مست يداه من عصى أو قفاز، وكذا فضل وضوئه الذي اغترف منه،
أو ما لفظه من النوى، أو تعرق من عظم أو نحو ذلك، وهذا بحسب التجربة، وقد يصيب
بإذن الله، وقد يستعصي ذلك بحسب قوة نفس العائن وضعفها)
ومن الأساليب المعاصرة التي
وجدت من يفتي بجوازها، بل يحث عليها استخدام آثار عتبات الأبواب أو أقفالها ونحوه ووضعها
بالماء والاستحمام بها لإزالة أثر العين، فقد سئل الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
عن جواز استخدام آثار عتبات الأبواب والأقفال وذلك عن طريق مسح المكان ووضع ذلك في
الماء واغتسال المعين منه؟
فأجاب:(قد عرف بالتجربة أن غسل كل ما مسه العائن ثم
شرب المعين من غسالته أو صبه عليه يكون سببا في الشفاء من تلك العين بإذن الله تعالى،
وحيث أن العائن يمس قفل الباب أو مفتح السيارة وقد يطأ حافيا على عتبة الباب أو يمس العصا أو
المظلة أو الفنجان للقهوة أو الشاي، أو يأكل من التمر ويلفظ النوى بعد أن يمصه بفمه،
فإن غسل هذه كلها مما جرب وحصل معه زوال أثر العين بإذن الله قياسا على أمره بالاغتسال
كما في الحديث الصحيح) انظر: المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين – ص 237)
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 275