اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 199
وذلك لأن كيده ضعيف مثل ضعفه، قال تعالى:﴿ إِنَّ
كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً﴾ (النساء:76)، وقال تعالى:﴿
وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ
الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ
نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا
تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (لأنفال:48)
والشيطان يخوف معتنقي وساوسه من الفقر، ويأمرهم لذلك
بالفحشاء، قال تعالى:﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ
بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:268)
والغاية الكبرى من وساوس الشيطان هي الإضلال وتوابعه، قال
تعالى:﴿ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً﴾
(النساء:60)، وقال تعالى:﴿ وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ
لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ (الزخرف:62)، وقال تعالى:﴿ وَإِذَا قِيلَ
لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا
عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ
السَّعِيرِ﴾ (لقمان:21)، وقال تعالى:﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ
عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ
أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ (فاطر:6)
قلت للمعلم: صدق الرجل، فضحايا هذه الحروب كما يصورها
هؤلاء الرقاة ليست كما ورد في القرآن الكريم من تزيين المنكر والغواية وأصناف
الوساوس الصارفة عن الله، وإنما هي حروب متصلة بالحياة المادية التي تلتصق التصاقا
شديدا بمصالح الناس ورغباتهم.
قال: أتدري ما الدافع إلى اختصار هؤلاء الرقاة علاقة الجن
بالإنس في هذه الناحية، أو تضخيمها على حساب غيرها من النواحي؟
قلت: ما سر ذلك؟
قال: لأنهم رأوا ذلك هو الاهتمام الوحيد للمجتمع، فهو لا
يهمه أن يعرف مسالك الغواية أو مداخل الشيطان أو ضروب الوسوسة مادام ذلك لا يصيبه
بصرع أو تخبط أو فقر أو حاجة، ولا يصيب مصالحه بأي نوع من الأذى سحرا أو مسا أو
عينا أو غيرها من مصادر البلاء
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 199