اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 178
قال: لا.. هؤلاء يتدربون على تقوية الصلة بالله.
قلت: يتدربون!؟.. أراهم يصلون ويدعون.
قال: هناك من يدربهم على الصلاة الموصلة والدعاء المجاب.
قلت: أليس كل صلاة موصلة؟
قال: لا.. ألم تسمع قوله a: (إن العبد ليصلي الصلاة لا
يكتب له سدسها ولا عشرها، وإنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها)[1].. ألم يتفق الصالحون على عدم
اعتبار الصلاة الخالية من الحضور مع الله؟
قلت: أجل.. فقد قال بعضهم: (من لم يخشع فسدت صلاته)، وقال آخر:
(كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسرع)
قال: بل قال آخر: (من عرف من على يمينه وشماله متعمدا وهو
في الصلاة فلا صلاة له)
قلت: فكيف يدربونه على الخشوع؟
قال: ألستم تدربون المرضى على أشياء معينة لينسجموا مع
حياتهم؟
قلت: أجل.. لدينا أقسام كثيرة خاصة بالتدريب في
مستشفياتنا.
قال: وقد لاحظ هذا المستشفى أهمية الصلاة في العلاج..
ولاحظوا في نفس الوقت التقصير في القيام بها.. حيث صارت مجرد حركات، وصار الدعاء
مجرد تمتمات، فلذلك قررت إدارة المستشفى وضع هذا القسم لتدريب المرضى على الصلاة
النافعة المؤثرة.
قلت: لقد ظفرت ببغيتي.. كم أشتاق لأتعلم صلاة الخاشعين.
قال: لا.. لن نبحث ذلك هنا.. لذلك محله الخاص من دروس
السلام.