responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 156

القيامة)[1]، وقال a: ( لا يرد القدر الا الدعاء، ولا يزيد في العمر الا البر، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)[2]

قال: أجل ليكون ذلك زادا للمؤمنين المسلمين لله، ويكون علاجا نافعا للغافلين المتوهمين.

قلت: فما البذرة التي أنبتت هذا الوهم؟

قال: كيف وأخواتها.

قلت: لم أفهم قصدك.

قال: هو سؤالهم عن الكيفية، وهي تعني البحث عن أمور لا طاقة للعقل بفهمها أو للخيال بتصورها، فلذلك كان الكمال في التسليم للخبير لا معارضته.

قلت: ولكن هؤلاء يقعون في خطأ عظيم، فهم يمارسون في حياتهم العادية خلاف ما يقتضيه تصورهم لمسألة الدعاء.

قال: أجل.. فهم يأكلون إذا جاعوا، ويشربون إذا عطشوا، ويتداوون إذا مرضوا، ولا يقول أحد منهم: إن ذلك معارضة للمقادير، ولو شئنا لقلنا لهم: لماذا تفرون من الموت بأسباب الحياة التي تتفننون في الحرص عليها، ألا تعارضون بذلك المقادير التي حددت آجالكم؟

قلت: فالدعاء سبب من الأسباب، لا يختلف عن سائر الأسباب التي يمارسها كل البشر في جميع الأحوال.

قال: أجل.. هكذا أخبرت النصوص.

رأيت رجلا في تلك القاعة، قد التف حوله جمع من المرضى، سألت المعلم عنه، فقال: هذا الغزالي، وهو ـ كما تعلم ـ من أطباء هذا المستشفى.


[1] ابن عدي، والحاكم.

[2] البيهقي في الشعب، والطبراني في الكبير.

اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست