اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 138
ثالثا حصن الاستعاثه
ذهبنا إلى الحصن الثالث من حصون الروح، وهو حصن (الاستعانة
بالله)، وقد كتب على بابه بحروف من نور: ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾
(الفاتحة:5)
قلت للمعلم: لم كانت الاستعانة بالله تالية لحسن الظن
بالله؟
قال: أول نتيجة للمعرفة بالله هي حسن الظن به والثقة فيه، وهما مفتاح
الأمل الذي يجعل القلب متوجها لله طالبا غوثه مستمدا عونه.. فمن ثمرات حسن الظن
بالله الاستعانة به، كما أن من ثمرات سوء الظن بالله عدم الالتفات إليه.
ولهذا عقب الله تعالى العبادة بالاستعانة في سورة الفاتحة،
فقال:﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (الفاتحة:5)، فمن عبد الله كما أمر لا بد أن يصل إلى
نصيبه من المعرفة الذي يضعه في عبودية الاستعانة بالله.
قلت: فما ثمرة الاستعانة بالله؟
قال: القوة التي تتحدى كل الصعاب، وتنفرج لها كل الكروب،
أرأيت لو استعنت بأقوياء قومك على بناء بيتك.. ألا تبنيه؟
قلت: بل أبنيه.. وأبني قصورا معه.. فلا قوة كقوة
الاستعانة.
قال: هذا أثر الاستعانة بالبشر، وبجهد البشر، فكيف بالاستعانة
بالله الذي يملك الكل؟
قلت: فما يحقق هذه الاستعانة بالله؟
قال: الإيمان بالله، ألم تسمع قوله a في الحديث الذي يبين فيه أسس
القوة التي يتمتع بها المؤمن، فقد قال a: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من
المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك
شيء فلا تقل: لو أني فعلت
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 138