اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 98
فكما أن الأرض لم تنتظم حياتها إلا
بحركتها، وانتقالها من حالة إلى حالة، وعدم ثباتها على حالة واحدة، فكذلك حياة
الإنسان تموت إن لم ينتقل صاحبها من طور إلى طور، فالثبات موت، والحركة حياة.
قلت: نعم .. لقد ذكرني كلامك هذا
بما قال علماء الجيولوجيا عن أصل الأرض، وأنها كانت منذ 200 مليون سنة عبارة عن
كتلة واحدة تسمى بانجيا، وكانت تلك الكتلة في بداية تفتتها، أي في بداية الانجراف
القاري.
ومنذ 135 مليون سنة تفتتت أجزاء
البانجيا إلى كتلة أرضية شمالية تسمى لوراسيا، كونت الهند مساحة منفصلة، والكتلة
الأرضية الجنوبية عُرفت باسم جوندوانالاند.
ومنذ 65 مليـون سـنة بـدأت الكتـل
الأرضيـة تشـكـّل القـارات المعروفـة بأشـكالها الحالية. وكـانت تلـك القارات
تتحرك في اتجاه مواقعها الحالية، ولم تكن الهند قد التصقت بعد بآسيا.
قال: فلو أن ما تسمونه بالبانجيا لم
تتحرك لتتتشكل القارات، أكان يمكن للأرض أن تصير بهذه الصورة؟
قلت: لا.
قال: فقد جعل الله تعالى بحكمته
ورحمته لطفه ورزقه في ضمن الحركة، ولهذا قال a:(لو أنكم تتوكلون على الله حق
توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 98