responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 358

قلت: صدقت .. فإن من الناس من لا يجلس مع أهل بيته إلا قليلا .. شغله المجتمع والعلاقات الاجتماعية عن نفسه وأهله .. ولكن ألا يقضي هذا على الحياة الاجتماعية؟

قال: لا .. هذا يملأ الحياة الاجتماعية بالإيجابية، فلا يلتقي الناس إلا على العلم النافع، والعمل الصالح، والذكر الطيب.

قلت: ألهذا لا أرى النوادي والمقاهي هنا؟

قال: إن أكثر المقاهي التي تملأ شوارعكم سموم تهدم أعماركم، وتحطم حياتكم، وتنشر الخراب بينكم.

قلت: ولكن الكرم يقتضي وجودها، كما يقتضي وجود المطاعم..

قال: إن أردت هذا .. ففي كل بيت من بيوت هذه المدينة محال خاصة بالضيوف، ولكنهم يعمرونها بالذكر والعلم والعمل.

قلت: أيجتمع الضيوف على موائد العلم والذكر، لا الطعام والشراب.

قال: لا خير في طعام لا يحلى بالعلم، ولا يذاب بالذكر.

قلت: والجماعات والحركات، والطرق والتنظيمات، والأحزاب والنقابات .. أين مقارها، فإني لا أرى لها أي مقار .. أتراهم يكبتون الحريات؟

قال: وما المقاصد التي تأسس لها ما ذكرته من جماعات وتنظيمات .. فإن أهل هذه المدائن لا يرون في الأشياء إلا مقاصدها؟

قلت: النقد البناء والهدام .. والحفاظ على حقوق الخواص والعوام.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست