وهو
الذي حال بين أكثر القرى وبين طاعة أنبيائها والإسلام لله، فكان فرحهم حائلا بينهم
وبين كل خير، كما قال تعالى:﴿كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا
أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا
بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ﴾(التوبة:69)
قال:
صدقت في كل ما ذكرت، وبورك فيك .. ولكن قوة أهل الله تختلف عن هذا الطغيان الذي
سميتموه قوة، كما سميتم الخمر مشروبات روحية.
قلت:
ولكن هذا المصطلح واضح في دلالته على هذا المعنى.
قال:
مصطلحات أهل الله تختلف عن مصطلحاتكم، ألم تسمع قوله a:(ليس الشديد بالصرعة، إنما
الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب)[1]، فقد بين a أن المصارع الحقيقي الذي
يتمتع بأعلى درجات القوة هو من أوتي من الحلم ما يجعله يقهر غضبه، كما وضح ذلك
الحديث الآخر، فقال a:(أتحسبون أن الشدة في حمل الحجارة؟ إنما الشدة في أن يمتلئ
أحدكم غيظا ثم يغلبه)[2]