responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 270

قال: أرأيت لو أن جميع الجهود توجهت وجهة واحدة لا تعدوها، أتضيع مصالح الخلق بذلك.

قلت: أجل .. وهي تشبه كما أن لو أن جميع العمال الذي رأيناهم على لوحة الباب توجهوا لأخدود واحد ليسدوه، وتركوا سائر الأخاديد يتضرر الناس بها، وتتضرر حياتهم.

قال: فتوزيع الجهد على الحاجات المختلفة هو ما سموه هنا في مدائن الغنى بـ (الكفاية)، وهم يتشبهون في ذلك باسم الله (الكافي)، وقد عرفت أنه الاسم المرتبط بسد الحاجات.

قلت: فهمت هذا، وقد ذكرتني بكلام جميل لأبي حامد الغزالي يلوم فيه طالبي العلم في عهده إلى الانصراف إلى الفقه، وترك الطب، مع أن الحاجة لكليهما واحدة.

قال: فما قال ذلك الفقيه العارف؟

قلت: قال بحسرة وألم:(فكم من بلدة ليس فيها طبيب إلا من أهل الذمة، ولا يجوز قبول شهادتهم فيما يتعلق بالأطباء من أحكام الفقه، ثم لا نرى أحدا يشتغل به، ويتهاترون على علم الفقه لا سيما الخلافيات والجدليات، والبلد مشحون من الفقهاء بمن يشتغل بالفتوى والجواب عن الوقائع .. فليت شعري كيف يرخص فقهاء الدين في الاشتغال بفرض كفاية قد قام به جماعة وإهمال ما لا قائم به، هل لهذا سبب إلا أن الطب ليس يتيسر الوصول به إلى تولي الأوقاف والوصايا وحيازة مال الأيتام وتقلد القضاء والحكومة والتقدم به على الأفران والتسلط به على الأعداء .. هيهات هيهات

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست