اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 267
قال: ما أسرع ما تفرون للتخصيص، ألا
تعلم أنه لا تخصيص بدون مخصص..
قلت: فما تفهم ن هذه الآيات؟
قال: الله تعالى يأمر المجتهدين أن
يبحثوا عن حلول الأزمات، ولا يكتفوا بوصفها .. لقد كان يوسف u قادار على الاكتفاء بتأويل
الرؤيا، ولكن همته العالية أبت عليه أن يترك أمة من الناس تموت جوعا، فظل يفكر في
حل الأزمة إلى أن وجد حلها.
قلت: فما الدور الذي تأمر الفقهاء
بأدائه انطلاقا مما فهمت من قصة يوسف u.
قال: سأخرج بك قليلا إلى السياسة ..
ما حديث فقهائكم فيها؟
قلت: حفظك الله يا معلم .. دعنا من
السياسة .. فكم ألهت أمتي وشغلتهم عن مصالحهم؟
قال: فعن الاقتصاد .. فكنوز الفقراء
تستدعي اقتصادا رائدا يغني الفقراء .. فهل اجتهد فقهاؤكم على مدى الأجيال في هذا
الجانب.
قلت: هناك تقصير كبير في هذا الباب
..
قال: أسببه النصوص والمصادر التي
تضيق عليكم البحث في هذا الجانب؟
قلت: لا .. النصوص والمصادر تتيح
لنا مساحة كبرى من التفكير .. ولكن نصرة المذاهب وشرح الأقوال والخلاف والجدل
شغلنا ..
قال: فلذلك قلت لك: لا يمكن أن
تنهظوا قبل أن تتعلموا علم السلام.
قلت: وما علاقة علم السلام بهذا؟
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 267