اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 206
مفتاح التداول
بعد أن قال ذلك فتح لنا الباب ..
لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا، قد علقت عليه لافتة في منتهى الجمال مكتوب عليها
قوله تعالى:﴿ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾(الحشر:
7)
قلت للمعلم: لا شك أن هذا هو باب
التداول، فهذه آية التداول.
قال: نعم، وهي صريحة لن تستنفذ منا
جهدا في إثبات معناها كما استنفذته منا آية الاستثمار.
قلت: ما الفرق بين الاستثمار
والتداول؟.. إني لا أكاد أحس فرقا بينهما.
قال: الاستثمار يهتم بتنمية المال،
بغض النظر عن مالكه، فلذلك لا يرى بأسا في أن يمتلك جميع أموال الدنيا رجل واحد
بشرط أن يحسن استغلالها والاستفادة منها، وتعميم تلك الاستفادة.
قلت: والتداول؟
قال: ينظر إلى مقصد آخر له أهميته
التي لا تقل عن أهمية الاستثمار، أو تكاد تكمل غرض الاستثمار.
قلت: وما هي؟
قال: أن لا يبقى المال في يد طائفة
محدودة، بل ينتشر بين طوائف من الناس.
قلت: وما الحكمة في ذلك؟
قال: هناك حكم كثيرة وفوائد جليلة،
منها ما يرتبط بسنة الاستخلاف التي مررنا
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 206