responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 181

قال: فأنتم تخربون بيوتكم بأيديكم.

قلت: ما بالك يا معلم .. أنت تتكلم كل حين عن تلوث البيئة ..

قال: هل ترضى أن ترمى في الكعبة النجاسات، أو تدنس المساجد بالقاذورات؟

قلت: لقد قف شعري مما قلت .. والله لو حصل ذلك لملأنا عليهم الدنيا لهيبا .. كل شيء نقبله ما عدا تدنيس مقدساتنا.

قال: الحق أقول لك: من لم يشعر بالغيرة على أكوان الله كما يشعر بالغيرة على كعبة الله، ومساجد الله، فهو لا يعرف الله، ولا يقدر خلق الله.

قلت: كيف .. أنت تتكلم كلاما خطيرا قد نرجم بسببه .. أنت تجعل للجبال والحجارة والرياح والأمطار من القداسة ما للكعبة والمساجد.

قال: أنا لا أفعل ذلك، بل الله هو الذي يأمرنا بذلك.

قلت: بم يأمرنا؟

قال: باحترام مخلوقاته .. ألم تقرأ حديث القرآن الكريم عن مواقفها الخاشعة .. ألم تسمع قوله تعالى:﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾ (الأحزاب:72)، فلولا ما في الكون من طاقة الإدراك والاختيار ما عرض عليه هذا العرض الخطير، ولولاها ما أجاب هذه الإجابة الواعية.

والقرآن الكريم يخبر عن وعي الحجارة وعيا يجعلها تهبط من خشية الله، قال تعالى:﴿ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست