responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 174

قال: كثيرة .. هذا الطعام الذي تعلبونه، وتلك الحلويات التي تتفنون في صنعها، وذلك اللهو الآثم الذي تنشرونه .. وتلك المسابقات العابثة التي تجرونها .. وتلك .. وتلك .. اسمح لي أن أقول لك: إنكم تعيشون في مستنقعات من السموم.

قلت: التجارة تتطلب هذا.

قال: لا .. التجارة المباركة لا تنظر إلى الأرباح فقط، بل تنظر إلى المصلحة فتحققها، وتنظر إلى المفسدة فتدرأها، وتجعل جزاءها هو جلبها للمصلحة ودرؤها اللمفسدة.

الإفساد:

قلت: فما الإساءة الرابعة؟

قال: الإفساد.

قلت: فما الفرق بينها وبين الإساءة الثالثة؟

قال: التسميم يقتل الجسد، والإفساد يقتل الروح.

قلت: فنحن إذن متفننون في قتل الجسد والروح.

قال: بل محترفون لذلك.

قلت: فكيف نقتل الروح؟

قال: تقتلون القيم الرفيعة التي أجمعت عليها الخلائق بما تنشرون من أنواع الشذوذ، وأنواع الانحراف، ثم تسمون كل ذلك حضارة ومثلا وحرية .. أنتم تشربون الخمور وتسمونها بغير اسمها.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست