responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 170

قال:أليس المطففين هم:﴿ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ (المطففين:2 ـ 3)

قلت: بلى، فهذا هو تعريف القرآن الكريم للمطففين.

قال: وهو ما يطبقه مجتمكم.

قلت: كيف نطبقه؟

قال: من بذل منكم جهد رطل تعطونه الملايين وتعتذون إليه عن قلتها، ومن حمل منكم القناطير المقنطرة على ظهره، تسلمون إليه دراهم معدودات، ثم تسلبونه نصفها تأمينا وضرائب، ثم تضيفون إلى حمله قنطارا خدمة لوطنه وتضحية في سبيله .. وأنتم لا تدرون أن ذلك القنطار يقصم ظهره كما قصمت الشعرة ظهر البعير.

قلت: كثير من كلامك صحيح، فالموظفون الكبار عندنا ينال أحدهم من الأجور ما يناله المئات من المستضعفين الذي ناء ظهرهم بالأحمال الثقال، ومع ذلك يكون تقاعدهم قبل تقاعد الصغار.

قال: حتى الموت تطففون فيه.

قلت: كيف ..

قال: إذا مات فيكم الضعيف واريتموه التراب لا يشهد جنازته إلا المستضعفون من أمثاله، فإذا مات السمين أقمتم المآتم، ونكستم الأعلام، وأغلقتم المدارس حزنا عليه.

قلت: هذا صحيح .. وهذه إساءة لا ننكرها؟

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست