responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 150

نحلم بها، والتي تجعل غيرنا تبعا لنا.

قال: اكتفوا بجهودكم وطاقتكم، ألم تسمع قوله a:(إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى)

قلت: ولكن هذا في الدين.

قال: ألم أقل لك: إن أحكام الدين لا تختلف عن أحكام الدنيا، فرب الدنيا هو رب الدين .. قل لي: لو أن سيارتك لا تتحمل إلا ثقلا معينا، ثم حملت عليها أو حملتها ثقلا يفوق طاقتها.

قلت: ستهلك إن عاجلا أو آجلا.

قال: وحينذاك لن تستفيد منها شيئا.

قلت: لقد ذكرتني بقوله a:(اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه، وإن قل)

قال: فقد ربط a بين عدم مجاوزة الطاقة في العمل، وبين الملل، فالملل سبيل كل من جاوز نفسه حدها من الطاقة.

قلت: لقد ذكرتني بكثير من الجهود التي تفرزها الحماسة، ثم يميتها الاستعجال.

قال: ويميتها قبل ذلك عدم فهم أسرار نفس الإنسان، فخالق النفس هو الذي قال لنا:﴿ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ (البقرة: 233)، وقال:﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ (البقرة: 286)

قلت: وكأنه يضع لنا بذلك ما يضعه صانعو الأجهزة الحديثة من مقاييس لمدى

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست