responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 147

ولا تحققت بالمعارف التي تنتشر عليك من مجاهدتك لنفسك.

قلت: فالتخلق مع نفسي أن أجيعها وأذيقها ألوان الموت التي ذكرها العارفون، كما قال ناطقهم:

فأوردتها ما الموت ليس بعضه وأتعبتها كي ما تكون مريحتي

ولم يبق هول دونها ما ركبته وأسهد نفسي فيه غير زكيتي

قال: ذاك مقام المجاهدة، وسترى أغراضه وحقيقته عند:(مكابدات العارفين)، ولكن هذا مقام التخلق مع النفس، وهو يستدعي التأدب معها.

قلت: وأي أدب لي مع نفسي وهي مهينتي وحجابي عن ربي.

قال: أدبك معها أن تسلمها الذي لها، فلا يمكن أن تصل إليه بدونها.

قلت: وما أسلمها؟

قال: حقوقها .. تعامل معها كما تتعامل مع الأجانب، ألست تعطيهم حقوقهم؟

قلت: بلى، ولو أني قصرت لكنت ظالما.

قال: فتقصيرك في حق نفسك ظلم لها.

قلت: قد زهدني في نفسي ما رأيت من رغبة قومي في نفوسهم، وحرصهم عليها، وتضييعهم حقوق الناس بسببها.

قال: ولكنهم ضيعوا حقوق نفوسهم مع أول تضييع لحقوق غيرهم.

قلت: كيف؟

قال: ألم يعتبر الله تعالى الغافلين المخادعين المضلين الظالمين الخائنين

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست