اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 137
تخلق بأخلاقها فتح له من المعرفة
بالله والقرب منه بحسب تخلقه .. ألا تعلم السر الأعلى لإنزال القرآن الكريم؟
قلت: وما هو؟
قال: هو الدلالة على الله، والتعريف
به، والتعريف بالسلوك إليه، وكيفية التأدب معه.
قلت: ولكن القرآن الكريم يحوي
المعاني الكثيرة.
قال: هي كالسيول المختلفة تفترق
لتجتمع في مصب واحد.
قلت: فبين لي ذلك.
قال: الآية الكريمة التي تموج في
بحر هذا الباب هي التي تقول لك ذلك.
قلت: هي لا تنطق.
قال: بل هي تنطق، ولكن أنت الذي لا
تسمع.
قلت: هذا صحيح، فأذن الإنسان
محدودة.
قال: تلك أذن الطين، أما أذن الروح
فلها من قوة السمع ما تدرك به الأصوات وغير الأصوات، ألم تعلم سر سمع سليمان u للنملة عندما قالت:﴿ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ
ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا
يَشْعُرُونَ﴾
(النمل: 18)،
فتبسم ضاحكا من قولها.
قلت: تلك معجزة حصلت له.
قال: ألم تعلم بأن معجزات الله لا
تخرق سنن الله، فسنن الله لا يعتريها التبديل
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 137