responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 132

قال: لن تعرف النواحي حتى تعرف حقيقة الخلق.

قلت: وما حقيقة الخلق؟

قال: أداء الحقوق لأصحابها، وعدم الاعتداء عليها.

قلت: كيف؟

قال: إذا اعتديت على حقوق أصحاب الحقوق ظلمتهم، والظلم منبع الرذائل، وإذا سلمتها لهم كاملة غير منقوصة عدلت، والعدل أصل الفضائل.

قلت: ولكن الأخلاق كثيرة، وما العدل إلا واحد منها، بل إن الفضل والإيثار أعظم من العدل نفسه.

قال: ولكن العدل هو البذرة التي ينبت منها الفضل والإيثار، كما تنبت منها جميع الفضائل.

قلت: فسر لي ذلك.

قال: الإنسان محاط بمجموعة من العلاقات، وكل علاقة تتطلب سلوكا معينا، وحقوقا معينة، فمن قصر في حق طائفة من الطوائف وقع في الجور، ومن وقع في الجور لا يستقيم أمره إلا بالرجوع إلى العدل.

قلت: ولكني لم أر للعدل في النصوص هذه المكانة التي تتحدث عنها.

قال: ألم يجعل الله الاستقامة هي مبتغى آمال السالكين، فقال تعالى:﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ (الفاتحة:6)، وأخبر عن غيرهم، فقال:﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ﴾ (المؤمنون:74)

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست