اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 71
الشيخ: قولك سبحان الله شرك قال:
وكيف قال: لأنك عظمت نفسك فسبحتها فقال: هذا ليس أقدر عليه ولا أفعله ولكن دلني
على غيره حتى أفعله فقال الشيخ: ابتدر هذا قبل كل شيء حتى تسقط جاهك وتذل نفسك ثم
بعد ذلك أعرفك ما يصلح لك([60]).
أنا لا أقول لك ـ أيها المريد
الصادق ـ افعل ما طلبه هذا الشيخ، فهو ليس نبيا، ولا ما طلبه شريعة من شرائع الله
التي يجب التزامها، ولكني أقول لك: افعل أي شيء تراه مناسبا حتى تحطم ذلك الجدار
المسموم الذي يحول بينك وبين ربك، وقد ينهد عليك في أي لحظة، فيقتلك.
وقد ورد في الحديث بعض ما ييسر لك
ذلك، ومنه أن تشتغل في شؤون بيتك وغيره، كسائر الناس، فقد كان رسول الله a يفعل هذا، وفي الحديث أن عائشة
وصفت ما كان يفعله a في
بيته، فقالت: (كان بشرا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته ويخيط ثوبه، ويخدم نفسه،
ويخصف نعله، ويعمل ما تعمل الرجال في بيوتهم، ويكون في مهنة أهله، فإذا سمع المؤذن
خرج إلى الصلاة) ([61])
وعنها قالت: (كان رسول الله a يعمل عمل أهل البيت وأكثر ما
يعمل للخياطة)([62])
ومن ميسرات ذلك أن تلبس لباس
المتواضعين، والتي يربأ المتكبرون عنها، ولذلك قال رسول الله a: (البذاذة من الإيمان)([63])، والبذاذة هي الدون من اللّباس.
وفي حديث آخر قال رسول الله a: (من ترك زينة للَّه ووضع
ثيابا حسنة تواضعا للَّه