responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 582

الاعراض و الضلال

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن أسباب الانحرافات التي حصلت للأمم السابقة، فجعلتهم يضلون السبيل، ويعرضون عن الهدي الذي جاءهم به أنبياءهم، مع قبولهم له، وإيمانهم به، وتعظيمهم لأنبيائهم، وذكرت لي أن غرضك من ذلك هو حماية نفسك من أن تكون من الذين تحققت فيهم تلك الصفات من غير أن يشعروا.

وقد طلبت مني كعادتك أن أذكر لك ذلك من خلال المصادر المقدسة، لا من خلال الآراء والاجتهادات التي قد تصيب أو تخطئ.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أنك قصدت برسالتك مثلبين خطيرين من مثالب النفس الأمارة، يجرانها إن أدمنت عليهما إلى تشكيل دين خاص بها، تنحرف به عن دين الله تعالى، وتضل به سواء السبيل.

وهذان المثلبان، هما الإعراض والضلال، وقد جرى وصفهما في القرآن الكريم، وبيان أنهما السببان في الانحراف الذي يحصل للإنسان، سواء ذلك الذي آمن برسوله، أو ذلك الذي جحده.. فالشيطان لا ييأس من كليهما.. ذلك أنه يدعو الأول إلى مضاهاة رسوله بنفسه، وتقديمه اجتهاده ورأيه عليه، ويدعو الثاني إلى الجحود والإعراض الكلي.

وقد أشار القرآن الكريم إلى الأول، وهو الإعراض، واعتبره من صفات الإنسان السلبية، فقال: ﴿وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا﴾ [الإسراء: 83]

وذكر مثلا له على ذلك بقوم سبأ، فقال:﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ﴾ [سبأ: 15، 16]

 

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 582
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست