اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 552
وتزويدها
بكل الأمراض.
وبناء
على طلبك الصادق، فسأذكر لك ما ورد في النصوص المقدسة حولهما، ليكونا علاجا ووقاية
لك، ولكل من اطلع على رسالتي إليك.
القطيعة وعلاجها:
أما القطيعة؛ فقد ورد في القرآن الكريم ما يدل على
اعتبارها من الآثام العظمى التي لا تهدد بفساد صاحبها فقط، وإنما بفساد الأرض جميعا،
كما قال تعالى:﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي
الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ (محمد:22)
ولذلك يقرن بين تقوى الله والرحم، وكأنه يقول: (لا
تقوى لمن لم يصل رحمه)، قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ
مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ
بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ (النساء:1) أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
ولذلك يعتبر القاطعين لرحمهم من الخاسرين، قال
تعالى:﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ
أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (البقرة:27)
بل إن عقوبة القاطعين أعظم من ذلك، قال
تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ
أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾ (الرعد:25)
وفي مقابل ذلك وصف الله تعالى المؤمنين بالصلة، فقال:﴿
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ
رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾ (الرعد:21)
وتأكيدا لهذه المعاني وردت الأحاديث النبوية
الشريفة تشدد على قطع الرحم،
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 552