responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 519

العنصریه والطائفیه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن العنصرية والطائفية، وسبب انتشارها بين المتدينين وغيرهم، وهل هي داء نفسي أم داء اجتماعي، وهل يمكن علاجها، وكيفية ذلك؟

وجوابا على أسئلتك الوجيهة أذكر لك أنه لا يوجد داء اجتماعي إلا وله جذوره النفسية؛ فالمجتمع ليس سوى اجتماع نفوس كثيرة؛ فإن كانت النفوس طيبة كان المجتمع طيبا، وإن كانت خبيثة كان خبيثا، وإن اختلط فيها الخير بالشر، والطيبة بالخبث كان فيها من الجاهلية بحسب خبثها، وكان فيها من الإسلام بحسب طيبها.

لذلك كان للمجتمع دوره في الترقي، كما أن له دوره في الانحدار.. ذلك أن كل الأمراض النفسية التي حدثتك عنها من الكبر والعجب والغرور وغيرها قد لا يكون سببها ما يملكه الإنسان من طاقات ومواهب، ولكن ما يملكه مجتمعه منها؛ فتجده يتكبر ويعجب ويغتر بالجماعة التي ينتسب إليها، ويتوهم أنه كبير بها، ولو لم يكن يملك شيئا مما يدعوه إلى الكبر.

وذلك أشبه بالذي يشاهد فرق بلاده الرياضية، ويتحمس لها، ويتوهم أنه رياضي بذلك، مع أنه ممتلئ بالكسل، لا يمارس الرياضة، ولا يعرفها.. ولا علاقه له بها.

بل إن الأمر قد يكون أخطر من ذلك.. فالذي يصاب بمثل هذه الأدواء لا يقبل الحق ولو دلت عليه كل الأدلة، لسبب بسيط وهو صدوره ممن لا يعظمه مجتمعه، كما أخبر الله تعالى عن بني إسرائيل ورفضهم لرسالة رسول الله a بسبب كونه ليس إسرائيليا.

وهذا ما حصل لأقوام الأنبياء عليهم السلام الذين دعتهم عنصريتهم إلى التمسك

 

 

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 519
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست