responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 512

المقدسة في النهي عن العجلة، فهي نصوص مقيدة بالعجلة السلبية الممتلئة بالطيش، أما العجلة الإيجابية فهي دليل على النشاط والقوة والصدق.

ولذلك أخبر الله تعالى أن فطرة الإنسان تحتوي على هذا الخصلة في تركيبها، فقال: ﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾ [الأنبياء: 37]؛ ثم بين الوجهة السلبية التي استعملها المنحرفون لهذه الخصلة، فقال: ﴿سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الأنبياء: 37، 38]

ذلك أن العجلة التي يدعو إليها الإيمان باليوم الآخر، ليس المطالبة بتسريع موعده، وإنما المسارعة إلى الأعمال الصالحة، كما قال تعالى في التفريق بين المؤمنين وغيرهم: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ﴾ [الشورى: 17، 18]

وقد روي في الحديث أن أعرابيا نادى رسول الله a فقال: يا محمد، متى الساعة؟ فقال له رسول الله a: (ويحك إن الساعة آتية، فما أعددت لها؟) قال: (ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام، ولكني أحب الله ورسوله)، فقال له رسول الله a: (المرء مع من أحب)([881])

ولهذا، فإن العاقل هو الذي يوجه العجلة التي طبع عليها إلى عجلة في الحق، والعمل الصالح، كما قال تعالى داعيا إلى ذلك: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]

ووصف موسى عليه السلام ومسارعته لرضى ربه، فقال:﴿ وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ


[881] رواه مسلم.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 512
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست