responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 493

الشديدة التي حاول المشركون فيها أن يملأوه باليأس من نجاح دعوته، فقال: ﴿ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ [هود: 12]

فالآية الكريمة ـ بعد أن ذكرت أفعالهم، وتأثيرها في رسول الله a ـ طمأنته بأن الله هو الوكيل، وأن دينه سينتصر، وأن الحق سيعلو على الباطل..

ولذلك كان الإيمان بالله، وحضوره الدائم مع خلقه، ليلبي حاجتهم، ويحقق أمنياتهم، هو العلاج الأكبر لذلك المثلب الخطير.

ولهذا نرى الله تعالى في القرآن الكريم يكثر من ذكر حضوره الدائم مع خلقه، وفي كل شؤونهم، كما قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الحديد 4]، وقال: ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة 40]، وقال: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق 16]، وقال: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ﴾ [الزخرف 84]، وقال: ﴿ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾ [الأنعام: 3]

ولهذا يخبر الله تعالى عن رسل الله وأوليائه، وكيف يتجاوزون في أحلك الفترات كل ما يدعوهم إلى اليأس والقنوط اعتمادا منهم على فضل الله.

ومن النماذج على ذلك يعقوب عليه السلام، الذي جعله الله تعالى نموذجا للمنتظر لفضل الله وفرجه، وفي أدق الظروف وأحرجها، فهو الذي قال لأبنائه بعد تلك السنين الطويلة من غياب أخيهم يوسف: ﴿يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]

وأخبر الله تعالى عن موسى عليه السلام، وأنه قال لأصحابه ـ بعد أن امتد إليهم

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 493
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست